الاثنين، 20 فبراير 2012

الحفاظ على الحب

الحفاظ على الحب الحفاظ على الحب

عدّلت من وضع نظارتها السميكة وقالت :

"يا بني إنكم جيل مسكين، لم ولن تعرفوا معنى الحب !

أين أنتم من زمننا الجميل؟

لقد عشنا زمن الرومانسية الحقة أنا وجدك رحمه الله

لا يشغل بالنا كثيرًا ما يحدث حولنا".


ـ ابتسمتُ لها دون أن أعلق، كي لا تعيّرني كعادتها بأننا جيل فاشل يستحق الحرق،

قليل الحياء، يفتقر إلى كل شيء جميل!

وبأننا ـ وحدنا ـ سبب مصائب كوكب الأرض!.


فاسترسلتْ قائلة :

"سأخبرك بسر الحب الدائم، حاول ما استطعت ألا تذهب إلى الفراش وفي صدرك شيء سلبي يخص

شريك عمرك، نقوا صدوركم دائمًا تنعموا بحياة سعيدة".


إنني أدعي أن هذا الجيل ـ رغم الطغيان المادي الغالب على معالمه ـ هو الذي سيجدد معنى الرومانسية ،

ويعيد عبقها مرة أخرى إلى هذا العالم ! .



لا تتعجبا ـ عزيزي الزوج.. أختي الزوجة ـ عندما أقول بأننا ـ جيل السبعينات وما فوقها ـ أحسن حالاً

من جيل آبائنا وأجدادنا رغم ترديدهم المستمر بأنهم أتوا من الزمن الجميل ! .



وادعائي هذا نابع من تلك الحركة الموّارة بداخلنا، والتي تدفعنا إلى الارتقاء الذاتي، والتطلع إلى تطوير

علاقتنا الإنسانية إلى الأفضل .


فلا يستطيع أحد منا أن يغض الطرف عن تلك الثورة الشاملة في مجال العلاقات الإنسانية،

وكيف صارت هناك كتب ودورات وندوات تقام من أجل الأخذ بيد الإنسان ليكون أفضل مما هو عليه.


ومن جملة ما طالته تلك التطورات " العلاقة الزوجية"، حتى أصبحنا اليوم نبذل من جهدنا ووقتنا ومالنا

بلا شح أو تقطير من أجل تطوير مستوى علاقتنا بالطرف الآخر، ونعطي تلك العلاقة من الاهتمام الشيء

الكثير.


ولعلي أنظر للأمور بشيء من التفاؤل، لكنني ـ ورغم احترامي لمخالفي ـ أغبط هذا الجيل بأكمله،

على توفر تلك المعلومات الهامة بين يديه، أغبطهم ـ وأنا أحدهم ـ على الوعي والإدراك الواسعين اللذين

يظللان أفقه ، ويضيئان سماءه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق